الصراط المستقيم 🚩🚩🚩(5)
ولَا تَقْرَبوا۟ ٱلْفَوَٰحِش ما ظَهَر مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
ماهي الفواحش التي أُمرنا ان لا نقربها ؟
فواحش و فاحشة وفحشاء
وهي كل ما خرج ثم زاد عن طبيعته
وتستطيع ان تسقط هذا المفهوم على كل شيء سواءاً مادي او معنوي
وهي ليست الجنس كما صورها البعض
والفواحش دائما وأبدا مضرة ولا خير فيها إطلاقا
الفواحش تدل على كثرتها وتنوعها في مكان معين
والفاحشة مقتصرة على شيء واحد فقط
كل ما تحصل عليه بشكل غير طبيعي
او كل ما تقوم به من عمل بشكل غير طبيعي فهو فاحشة
بشكل غير طبيعي بمعنى
ترفضه الفطرة السليمة
شخص فقير تعرفه جيدا ولا وظيفة لديه ولا دخل ثابت
فجأة تراه غني ويلعب في المال
هنا نقول عنه اصبح ذو ثراء فاحش
الثراء الفاحش
حاليا نطلقه ونقوله على صاحب الثروة الكبيره
سواء أتته بطريقة شرعية او غير شرعية
وهذا تحريف للمعنى
الثراء الفاحش اصله ومعناه تطلق على صاحب الثروة التي حصل عليها بطرق غير شرعية ، طرق غير طبيعية
فصاحبنا الفقير فجأة اصبح رجل ثري جداً
ولو سار مساراً طبيعيا لما حصل على ما حصل عليه من ثروة طائلة في فترة قصيره
هو أتخذ مساراً غير طبيعي
تحول المفاهيم التي نتداولها
وإسقاط مفهومنا عليها
أمر شائع
وتحتاج لباحث يبحث عن اصل المعنى الحقيقي حتى يصل للحق
إسقاط واختزال مفهوم الفواحش والفاحشة على الجنس الغير شرعي تحديدا هو تضييق وتحريف للمعنى الاصلي
الكلمة مفهومها شامل
والمعنى نعرفه من الحدث او السياق
وكتاب الله لا يتحدث عن الجنس إطلاقا بل اشمل وأعم
هو يعطيك المفهوم الشامل
وأنت بدورك تضعها على ما يناسب هذا المفهوم
الفواحش نتيجتها دائما تفكيك المجتمع وخلخلته
وهذا ينافي روح الرسالة
ينافي الإصلاح في الأرض
والفواحش تجدها في كل مجال نعيشه
ويجب ان لا نقربها بل نجتنبها وذلك لمصلحتنا في المقام الأول
فمن إهتدى فلنفسه
ومن ضل فعليها
وخطاب القرءان كله يهدف لهدايتنا
وإعطائنا خريطة حياة نسير عليها لكي نرتقي في حياتنا وآخرتنا
﴿ٱلَّذِینَ یَجۡتَنِبُونَ كَبَـٰۤىِٕرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَ ٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَ ٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةࣱ فِی بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰۤ﴾ [النجم ٣٢]
هناك كبائر للفواحش
وهناك لمم
ولا ازكي نفسي ولا انفسكم فجميعنا وقعنا في اللم
ولكنه واسع المغفرة
الكبائر لا تغفر ولا تمحى ابدا
ستحاسب عليها حتماً وبلا شك
﴿وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف ٢٨]
الفاحشة هي كل خروج عن الطبيعي والذي ترفضه الفطرة السليمة
والفحشاء هي التخطيط لفعل هذه الفاحشة
الفحشاء دائما تأتي من الشيطان
وعندما تقوم بتطبيق ما املاه لك
تصبح فاحشة
یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ وَمَن یَتَّبِعۡ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَإِنَّهُۥ یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ
عندما تأتيك افكار في ذهنك
كسرقة بنك مثلا
ستلاحظ انك ترسم الخطة جيدا في مخيلتك وكأنك تراها
من اين تدخل ومن اين تخرج
وماذا تفعل ومتى تفعل
وترى نفسك في مخيلتك قمت بعملية السرقة على اكمل وجه
هذه الافكار تسمى فحشاء
وعندما تتجرأ وتقوم بتنفيذها على أرض الواقع تصبح فاحشة
لأنها خروج عن المألوف وعن الفطرة السليمة
سرقة البنك إعتداء وبغي
سرقة البنك اخذ اموال الناس بالباطل
سرقة البنك اخذ ما ليس لك بغير وجه حق
هي خروج على قانون الله
ٱلشَّیۡطَـٰنُ یَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ
احيانا تجد رجل قد تعرّف على إمرأة
وأراد ان يمارس الجنس معها
او العكس
وقرروا ان يلتقوا في مكان خاص
كل شخص فيهم تدور في مخيلته افكار
كيف يبدأ وكيف يعمل
وماهي الحركة المناسبة والمغرية والمثيرة التي سوف امارسها
وهكذا من افكار
هو رأى نفسه في الموقف الذي لم يأتي موعده وكأنه فعله حقاً ( فحشاء)
وعندما يأتي الموعد ويطبق ما فكر به
( فاحشة )
لانه خرج عن الطبيعي الذي ترفضه الفطرة السليمة
من يقوم بنشر الاكاذيب والإشاعات لتفكيك المجتمع الآمن والمترابط
فهو يرتكب فاحشة
من يقوم بنشر البغض والكراهية بين الازواج او الأهل بهدف تشتيت شملهم فهو يرتكب فاحشة
وسورة النور توضح مفهوم الفاحشة بشكل واضح جدا
إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِئٍ مِّنْهُم مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلْإِثْمِ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُۥ مِنْهُمْ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١﴾ لَّوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا۟ هَٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿١٢﴾ لَّوْلَا جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا۟ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَٰذِبُونَ ﴿١٣﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٤﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾ يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُوا۟ لِمِثْلِهِۦٓ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧﴾ وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلْءَايَٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٨﴾ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
الإفك من التفكيك
ومنها سمينا الفك فك
والإفك في كلامنا الدارج هو الإشاعات المغرضة التي تهدف لتفكيك اواصر العلاقات بين الافراد والمجتمع
فكل من يأتي بخبر ونبأ تشعر انه قد هز شيئا في داخلك
لانه غير طبيعي
هنا يجب عليه ان يثبت ذلك بأي وسيلة قبل ان تقوم بتصديقه
لَّوْلَا جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا۟ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَٰذِبُونَ
فإن لم يفعل فهو كاذب فاسق
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ﴾ [الحجرات ٦]
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟
تشيع الفاحشة في الذين آمنوا
وليس تشيع الفاحشة بينهم
فإن كانت الآية تتحدث عن جنس لقالت بينهم
ولكنها تتحدث عن الإشاعات التي هدفها ان تشيع بين الناس الآمنه لتفكيك روابطهم
الزنا فاحشة
والزنا ليس ممارسة الجنس كما قيل
مفهومه اوسع واشمل
والزنى من زن
ومشتقاته في القرءان هي
زنوا ، زينة ، زُيّن ، وزن ، ميزان ، وزنا
زنيم
والمفهوم واحد ويتغير المعنى ولا يخرج من المفهوم الشامل
قد شرحنا سابقا مفهوم الزينة
وهي وضع شيء فوق شيء لتغيير طبيعته
فالمرأة عندما تتزين وتضع المكياج
فهي وضعت شيء ( زينه) فوق الاصل الطبيعي
الزنى هو وضع الشيء في غير محله
وهو فاحشة ( خروج عن الطبيعي )
ان تخل في التوازن المطلوب منك
﴿أَلَّا تَطۡغَوۡا۟ فِی ٱلۡمِیزَانِ﴾ [الرحمن ٨]
فكل إخلال في توازن الطبيعة هو زنى وفاحشة
لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡمِیزَانَ لِیَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ
﴿وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةࣰ وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا﴾ [الإسراء ٣٢]
﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا﴾ [الفرقان ٦٨]
إن كان الزنى ممارسة الجنس
ما دخل دعاء إله آخر وقتل النفس مع الزنى ؟
وماهو الامر الجامع بينهم ؟
لكي تتضح الصورة
الجواب هو
وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا
والإثم هو التخلف عن محيطك
فمن يدعوا مع الله إله آخر لن يفلح
وهذا ما تفعله المجتمعات المتخلفة التي تعتمد على الكلام وتترك العمل
وقتل النفس وهي قتل الطموحات ومطالبتها بالسير على خطى الآباء
والزنى هو وضع الشيء في غير محله
كل هذه الامور تسبب التخلف
وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا
السابقون قالوا إن الزنى هو ممارسة الجنس الغير شرعي
هذا الامر في من الصحه ولكنهم حصروا المفهوم بشيء واحد كعادتهم
عندما يمارس شخص الجنس مع شخص آخر
هو وضع شيء في غير محله
وخرج عن الطبيعي
لذلك هو زنى
لانه أخل بالميزان
ولكن هذا لبس محصور في الجنس فقط كما وضحنا
كل شيء لا تضعه في مكانه الصحيح ويخل في الميزان هو زنى وبعدها هو فاحشة
كل من لا يقترب من الفواحش
كل من كان لا يتبع خطوات الشيطان ( فحشاء)
كل من لا يخل في الموازين ولا يزني
فهو على الصراط المستقيم
جزاكم الله خيرا 🌹👍
ردحذف