وَٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ یَخِرُّوا۟ عَلَیۡهَا صُمࣰّا وَعُمۡیَانࣰا﴾ [الفرقان ٧٣]
الخر هو أمر يحدث في داخلك
عملية داخلية تشعر بها
وبعدها تظهر نتيجتها على سلوكك الخارجي
عندما تكون مصرّاً على أمر ما ومتمسك برأيك ، كنفي تهمة موجهة لك
ومع إستمرار ظهور الأدلة والبراهين التي تدينك
هنا يحدث لديك إنهيار داخلي
وتكتشف أنه لا فائدة من الإصرار
وتقرر الإعتراف
هذا الشعور يسمى ( خر )
عندما تكون في سباق جري
وانت منافس شرس في هذه الرياضة
في آخر أمتار السباق وقبل وصولك للنهاية تشعر بأنك لا تستطيع ان تكمل
بسبب التعب الشديد والإرهاق الذي حصل لك
هنا تقرر فجأة إما التوقف او إبطاء حركتك ، معطياً المجال لمنافسك بالفوز
إنهيار قوتك المفاجيء
والإستسلام لهذا الإنهيار يسمى ( خر )
من يدّعي العلم والمعرفة وان الحق معه
ثم يكتشف أنه مخطيء
يجب أن ( يخر ) للحق ويعترف انه كان على خطأ
فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعࣰا وَأَنَابَ
آيات ربهم
هي كل ما يخبرك عقلك أنها حق ويجب الإعتراف بها
ولكن هناك من يرى آيات ربه
ولكنه يخر عليها صمّاً وعميانا
وما اكثرهم
الهاتف النقال هو من الآيات في هذا الزمن
فهو قرّب البعيد وألغى المسافات
صوت وصورة وكأن من يبعد عنك مسافات بجانبك
هذه الآية هناك من خر عليها صمّا وعميانا
هو خر لها واعترف بها ولكن بلا عقل وبصيرة
الشعوب التي لم تخر عليها صما وعميانا
تجدها تستفيد من هذه الآية كل استفادة
كل لحظة يخرجوا لنا فيها تطبيق وبرنامج يصدمنا من تقدمه تكنلوجيا
حتى وصلنا للذكاء الإصطناعي
بدأت هذه الشعوب ينافس بعضها بعضا
اما من خر على هذه الآية صما وعميانا
تجده لا يعي ولا يبصر
لا ينتج ولا يبتكر
شعوب مستهلكة فقط في جميع المجالات
بل تجدها تحارب كل ماهو جديد فيها وتحذر منه جهلا وتحرمه
الذي إذا ذُكّر بآيات ربه
جد واجتهد
وفكّر وانتج
فهو ذو بصيرة
فهو لا يخر عليها صما وعميانا
اما الذي إذا ذكر بآيات ربه
ولم يأبه ولم يجتهد ولم يتفكر
فهو خر عليها صما وعميانا .
من ذكّر بآيات ربه
وهو يعلم انها الحق
ولكنه يحرف مفاهيمها ومعناها بما تناسب هواه
فهو خر عليها صما وعميانا
﴿۞ مَثَلُ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِیرِ وَٱلسَّمِیعِۚ هَلۡ یَسۡتَوِیَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [هود ٢٤]
شكرا
ردحذف