الصيام - وعي 3 🚩🚩🚩



بعدما وضحنا أن الذين آمنوا هُم فئة محددة تُعرَف كل فئة بما أمّنت نفسها به 
وكل فئة تختلف عن الفئة الأخرى حسب مجالها 

أفراد السلطة مثلا ينطبق عليها صفة الذين آمنوا ، فهم أمّنوا انفسهم واهليهم مما يتعرض له باقي العامة من الشعب من متاعب الحياة 

التجار في مجالهم من الذين آمنوا 

المفكرين والعلماء في مجالهم من الذين آمنوا 
المدرسين الاطباء .... ألخ ...

وهكذا في كل مجال تجد فئة أمّنت نفسها في مجال معيّن
وهذه الفئات هي من تقود مجتمعاتها باي شكل من الاشكال لذلك الخطاب دائما موجه لهم 

 وعندما تجتمع فئة من هذه الفئات 
مع فئة أخرى واخرى واخرى ويكون بينهم تعاون يكوّنون مجتمع ( المؤمنين)

المؤمنين هم اعلى درجة يصل لها الفرد 
وهي لا تحتاج لخطاب ونداء فهم يعرفون ويعلمون واجبهم ويؤدونه على اكمل وجه  


يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

كُتب لا تعني فُرض لا ترادف 
والفرض وضحناه سابقا وهو لا يعني الإلزام إطلاقا وإلا سقطت حرية الفرد 
واختياره واصبح مبدأ الثواب والعقاب فيه ظلم كبير حاشا لله من فعل ذلك 

لا يوجد شيء إلزامي في دين الله 
هي تعاليم لك حرية تطبيقها من رفضها 
الهدف من طبقها ارتقى واتقى
ومن لم يطبقها تخلّف ولم يكن من المتقين

لا يوجد إجبار 
الله لن يقبل أي عمل تقوم به مجبرا مكرها او خائفا 


كُتب عليكم 
الكتاب هو كل ما تجمعت اجزائه وتجانس بعدها يخرج الكتاب 

حياتنا كلها كٌتب
نخرج من كتاب وندخل في كتاب 
والمتقين وحدهم يعرفون ماهو مكتوب لهم 
إذ يتطلب دراسة ذلك الكتاب لتعلم الغيب ويكون لهم هدى حتى يتقون 
ذَٰلِكَ ٱلْكِتَٰبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ



كُتِب عليكم الصيام 
أي ان الصيام كتاب وله شروط إن إجتمعت وتجانست يخرج كتاب الصيام
وهو أمر خاص بفئة الذين آمنوا 
والهدف من هذا الصيام لعلكم تتقون 
والإتقاء دائما نفعله لتفادي أمر نكرهه ونخشى حدوثه 
فالصيام هو وسيلة الإتقاء للذين آمنوا 

یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟
 كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ

كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ

كُتِبَ عَلَیۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ

كتب عليكم الصيام 

فكتب عليكم تخاطب الذين آمنوا حصرا 
وهو أمر خارجي عارض لا اختيار لك في حدوثه 
أي انه ملاقيك لا محالة 
فإن لم تطبق ما هو الذي كُتِب عليك فلن تكون من الذين آمنوا ولن تكون من المتقين 
المطلوب منك كيف تتعامل معه وماهي انسب طريقة 
إن قمت بتفعيله كنت من المتقين 
وإن لم تقم بتفعيله كنت من الخاسرين 

یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟
 كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ

القصاص شرحناه سابقا بالتفصيل 
وهو تقصي آثار الجريمة 
وهذا الامر من يطبقه يكون من فئة الذين آمنوا 
فكتب عليكم القصاص 
أي القصاص هو وسيلة كشف الامر الغامض الذي حدث 
ومن خلال تطبيقه نرتقي ونأمن 

المجتمع الذي لا يطبق القصاص تجد الجريمة منتشرة فيه لا امان بين افراده 

ونفس المفهوم عندما يقول الخطاب 
كتب عليكم القتال 
فالقتال أمر واقع لا محاله وهو كره لنا فهو كُتِبَ اي سيواجهك في مسيرتك الحياتية 
والقتال له مجالات كثيرة وحياتنا اغلبها قتال في قتال 

وَقَالُوا۟ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَیۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَاۤ أَخَّرۡتَنَاۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ قَرِیبࣲۗ قُلۡ مَتَـٰعُ ٱلدُّنۡیَا قَلِیلࣱ وَٱلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِیلًا

نلاحظ التقوى موجودة 

كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ 

وهنا التقوى موجودة ايضا 

فكل ما كتب عليكم ان تم العمل بما كتب سنكون من المتقين 

وكتب عليكم يخص الذين آمنوا 
أما 
ما كتب لنا فهو يخص البشرية كافة 
وهذا الذي كتب لنا نستطيع تفاديه وتغييره 


يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

ماهو الصيام الذي كتب على الذين آمنوا ؟
وكتب عليكم قد قلنا انه سيحدث لزاما وستراه وستتعامل معه 
إن طبقته كنت من الذين آمنوا ومن المتقين
وإن لم تطبقه فأنت لا تسعى لكي تكون من الذين آمنوا ولن تكون من المتقين وستكون من الخاسرين  

جذر الصيام والصوم (صم )
والصيام والصوم واحد 
لكن الصوم يدل على إستمرار في مكان وزمن محدد 
اما الصيام يأتي بفترات متقطعة لا استمرار فيه  




لنستعرض اولا كلمة الصم التي خرجت منها كلمة الصيام والصوم 

 إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخْبَتُوٓا۟ إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴿٢٣﴾ مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْأَصَمِّ 
وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ
 هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ 

الاصم هو كل من اغلق المدخلات 
التي من خلالها يكون سميعا 
والسمع هو البداية للإبصار
هنا نحن لا نتحدث عن الاذن المعروفه التي نسمع من خلالها 

هناك من تاتي له بالبراهين 
وهناك من قرأ ويسمع آيات الله 
ولكنه لا يستوعبها لما تجذر في داخله من معتقدات محرفه 
هذا يسميه القرءان اصم 
﴿ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ﴾  

فالذي لا يعقل ما يستقبله هو اصم 
والذي يتمسك برأيه فهو ( صمم) عليه 
لذلك الخطاب سماهم صم 
فهم عزلوا انفسهم عن استقبال اي شيء وتمسكوا بما لديهم فقط 

وحاشا لله ان يتحدث عن الإنسان الذي فقد حاسة السمع المادية نتيجة مرض 

كتب عليكم الصيام 

تأتي عليكم فترة وجب عليكم ان تغلقوا جميع المستقبلات الخارجية لكي تفعلوا الداخل
ان تصمموا وتعتزلوا لكي تعالجون الامر الذي وقع من غير أي تدخلات خارجية قد تشوش عليكم افكاركم التي قد تحيدكم وتغير توجهكم وبهكذا تتقون ما حدث وسيحدث 
 
فالصيام ليس دوري كما هو معمول به كعادة سنوية 
الصيام كتاب تفعّله وقت الحاجة وفي أي وقت 
فكل ما ( كُتِب عليكم ) 
قد نفعّله مرة واحدة في حياتنا كالوصية مثلا 
وقد نلجأ لتفعيله أكثر من مرة كالقتال والصيام 
حسب حاجتنا واضطرارنا له 

انا لا اكتب واسترسل وافكر في اي موضوع إلا ان اكون وحدي لا احد يقاطعني 
وبهكذا وضع ادخل في حالة غياب عن الواقع 
اشعر اني متصل بشيء اعلى مني 
حتى احيانا يدخل علي احدهم ويجلس بجانبي ويحدثني وانا لم اسمع كلمة واحدة من حديثه
فانا في عالم آخر ولست معه 
وجميع ما حولي يعلمون ذلك 
انا هنا في حالة صيام 

الصيام تصميم على شيء 
ومن خلاله نغلق جميع المنافذ لكي نصل لما صممنا له وبعد هذا الصيام والتصميم تحدث الصلوة 
الصيام  انعزال وعزله حتى يتضح الامر 
حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَیۡطُ ٱلۡأَبۡیَضُ مِنَ ٱلۡخَیۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ

عندما نصل للفجر بان النور واتضحت الرؤيا .
يتبع .... 





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صوم يوم عرفة 🚩

الصيام - وعي 2🚩🚩🚩

الصيام - وعي 🚩🚩🚩