الصيام - وعي 5 🚩🚩🚩
فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
كلمات القرءان مفاهيم شاملة واسعة
ونحن نأخذ هذا المفهوم ونسقطه على ما يطابقه
لكننا للاسف حصرنا المفاهيم بمعنى واحد وهكذا اصبحنا نقرأ ولا نفهم
فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
عندما يتعرض اي مجتمع آمن لحدث طاريء يستدعي على الذين آمنوا مواجهة هذا الطاريء وإيجاد حل او وسيلة لتفاديه حتى يتقون شره
يعدّون العدّة اللازمة لذلك الطاريء
صيام ( صم صمم تصميم وانعزال ورسم خطة للوصول للهدف المنشود )
سيكون من بين الذين آمنوا
مريض او على سفر
هؤلاء لا يجب عليهم المشاركة لأن مشاركتهم مضرة غير نافعة وستؤدي لفشل صيام الذين آمنوا
مفهوم المرض هو مفهوم شامل
وهو إختلال في عمل الوظائف
وبإمكانك إسقاط هذا المفهوم على كل شيء سواء مادي او معنوي
نحن نطلق اسم المرض على شخص ونقول عنه مريض لماذا ؟
لأنه مر بأمر اخل توازنه
(مرض =مر +ض)
فمن الإنفلونزا إلى السرطان
كل هذه الامور تدل على خلل وظيفي في اعضاء الجسم
وصاحبها يمر بمرحلة عدم إتزان
لذلك نقول عنه مريض
والميم بداية الكلمة هي لإخراج الشيء لأرض الواقع لكي تراه
والياء للإستمرارية ( مرض ، مريض)
شخص تلاحظه غير متزن بافكاره وافعاله
ما يقوم به مستغرب وليس بعقلاني
هنا نقول هذا شخص مريض أليس كذلك ؟
﴿فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ﴾ [المائدة ٥٢]
وبما ان القرءان يخاطب نفخة الروح الموجودة فيك بالدرجة الاولى
فالمريض ( المختل في افكاره لظرف ما ) في حالة الصيام ( التصميم لرسم خطة ومنهج لإتقاء ما طرأ او قد يطرأ)
لا يمكنه المشاركة في رسم الخطة مع الذين آمنوا لانه يمر بظروف إستثنائية
أو على سفر
نطلق على الشخص الذي ترك بلدته وذهب لبلدة او دولة اخرى ( مسافر )
ونطلق ايضا مسمى ( سفير )
السفر ( س + فر )
السين سير ومسيرة
والفر هو حركة تفرق وابتعاد
فالمسافر هو من يبتعد ( يفر) عن مكانه
يأتي ويذهب
على سفر ماديا = غير ثابت وغير مستقر
معنويا = افكاره غير ثابته ( مشتت)
فوصف على سفر وليس في سفر وصف دقيق للغاية
من كان على سفر تجده يبحث عما ينقصه فينسى هذا ويترك ذاك
وربما يأخذ اشياء لا يحتاجها من العجلة
فمن كان على سفر فكره مشتت غير مستقر
هذا ايضا لا يجب ان يشارك الذين آمنوا الصيام
فعدة من ايام اخر
عندما يزول هذا العارض ( المرض والسفر )
يجب في مراحل اخرى ان يعدوا العدة ويتجهزوا جيدا للصيام والمشاركة مع الذين آمنوا في المراحل القادمة إن حدث طاريء يستدعي الصيام
فعدة من أيام أخر
الفهم الخاطيء للمريض وعلى سفر وحصرهم بالمادي ادى للإختلاف والحيرة بين الناس
كم المسافة التي اقطعها حتى اكون على سفر ؟
ولك ان ترى اختلافهم في هذا الامر
المريض العضوي كيف يقرر انه مريض
كم نسبة السكر لديك ؟
هل لديك ضغط لا بأس سنقوم بجعله متزن مع العلاج الذي سوف نعطيك اياه !
وكل هذه الامور التي تجعل الشخص في حيرة
حتى اصبح المريض والمسافر لا يعترف بهذه الآيات ويمتنع عن الاكل والشرب ظنا منه ان له اجر على معاناته !
ولكن إن اتينا للمفهوم الشامل لهاتين الكلمتين
تتسع الرؤيا ويسهل الأمر
نأتي بمجموعة أدباء ونطلب منهم الإعداد لعمل ادبي يخلد فيه امر ما
هؤلاء الادباء مشهود لهم بالأدب والثقافة وتم إختيارهم بدقة
أحد هؤلاء الادباء مدخن
لكنه قرر قبل يوم او يومين من اختياره ان يترك عادة التدخين
هذا الأديب لن يؤدي عمله بالشكل المطلوب منه لانه سيدخل في حالة مرض ( عدم إتزان ) في افكاره
وسيدخل ايضا في حالة سفر ( تشتت وعدم استقرار) في افكاره
والمدخن يفهم ما اقول
فترك التدخين في بدايته تجعلك عصبي على ابسط الامور التافهة التي كنت من المستحيل ان تفقد اعصابك تجاهها
انت غير متزن ومشتت التفكير دائما
تحتاج لمدة حتى يستقر حالك
وهنا بإمكانك المشاركة ( فعدة من ايام اخر )
من لديه مشاكل عائلية او اقتصادية
ودائم التفكير فيها
هذا الشخص غير متزن التفكير ومشتت
ولا يجب ان يقوم بعملية الصيام مع الذين آمنوا لأنه مريض وعلى سفر
السؤال : إن كان الإمتناع عن الاكل والشرب والجماع في ايام شهر رمضان له اجر لخصوصية هذه الايام
ماهي الحكمة وماهو الاجر الذي سيحصل عليه الشخص المريض او المسافر إن امتنع عن الاكل والشرب والجماع في الايام العادية التي يعوض فيها الايام التي لم يصمها في شهر رمضان ؟!!
يتبع ...
تعليقات
إرسال تعليق