الصيام - وعي 6 🚩🚩🚩

 وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

إختلف السلف والخلف حول هذه الآية 

بالرغم من وضوحها التام 

السلف قالوا الذين يطيقونه تعني 

الذين لا يطيقونه 

ولا اعلم من أين جاؤوا ب ( لا ) ووضعوها بالنص !! 

هل الله عاجز على ان يقول 

وعلى الذين لا يطيقونه ؟!! 

ومن هذا الباب شرّعوا وافتوا ان كل شخص لا يستطيع الصيام سواء لكبر سنه او بسبب مرض ما ، عليه دفع فدية مقابل كل يوم صيام !! 

وعلى الذين يطيقونه 

اي يطيقون الصيام 

والخطاب مازال للذين آمنوا الذين كتب عليهم الصيام 

فالمريض والذي على سفر خارج الخطاب 

بسبب الظروف التي يمرون بها 

فهؤلاء لا طاقة لهم في الصيام 

كل من يطيق الصيام فهو يمتلك ( الطاقة) لكي يصوم 

وكل من يمتلك الطاقة يستطيع تصديرها 

او بمعنى ادق هو كل من يمتلك طاقة ( جهد وقدرة ) فيها زيادة ويدفعها للخارج 

نحن نقول طاقة كهربائية 

لانها تمد وتزود البيوت والمدن بالكهرباء 

وعندما نقول ( طوّق) الشيء 

أي احاط به بقدرة من كل الجهات 

تٓمَكُّنْ وسيطرة لانه يقدر ويستطيع 

هؤلاء الذين آمنوا والذين يطيقون الصيام عليهم فدية طعام مسكين 

إذاً المطلوب منهم 

الصيام + الفدية 

وليس كما قيل هو إختيار بين الصيام والفدية 

وعلى الذين يطيقونه ( الصيام) 

فدية طعام مسكين    

المشكلة التي يقع فيها من يقرأ هذه الآية 

هو مفهوم الفدية والمسكين 

ويعتقدون ان الفدية هي شيء مقابل شيء 

وهذا مفهوم خاطيء ولكنه للأسف متداول واصبح واقعا لا مفر منه 

مفهوم الفدية مفهوم شامل والمعنى يفهم من سياقه 

الفدية من الفائدة والإفادة ويفيد 

كل ما تقدمه من فائدة لغيرك هو فدية 

عندما يتم إستدعائك لكي تدلي بأقوالك في المحكمة حتى تساعد الشرطة في حل لغز جريمة ما 

تسمى أقوالك ( إفادة ) 

لأنك (فدت ) الشرطة بمعلومات جديدة يستطيعون من خلالها فك اللغز 

عندما تساعد طالب علم على كسب معلومة جديدة فانت اضفت له ( فائدة) تعينه على مسيرته الدراسية 

فالفدية هي كل ما يفيد المقابل 

سواء كانت مادية او معنوية 

وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ 

الذين آمنوا عندما يواجهون طاريء ويصومون ) يصممون( على إيجاد حل له 

عليهم مساعدة من لا يستطيع 

وباء إنتشر 

عليهم نشر النصائح والإرشادات لمن لا يستطيع كيفية التعامل مع هذا الوباء 

وقس على ذلك كل امر 

مفهوم الطعام شرحناه سابقا 

ولكن باختصار 

الطعام هو غذاء 

والإطعام هو تغذية 

والغذاء قد يكون فكري ( معنوي ) 

او مادي كالغذاء الذي نأكله 

فأنت قد تطعم (تغذي ) شخص بافكار 

وقد تطعم ( تغذي ) شخص بفاكهة وغيرها 

وبكلا الحالتين هدف الطعام هو التقوية 

فنحن عندما نتغذى نتقوى بما نتغذى عليه

سواء تغذية فكرية او مادية 

التاجر يغذي ( يطعم ) السوق بالبضاعة 

المعلم يغذي ( يطعم ) الطلبة بالعلم 

وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ 

على الذين يطيقون الصيام 

إفادة المسكين وتغذيته 

لأنه سيستفيد ويتقوى( إفادة - فدية ) من هذا الإطعام( التغذية ) 

المسكين هو من تعثر في امر ما ويحتاج لمساعدة فورية 

فالفائدة إن لم تأتي في وقتها لا تعتبر فائدة 

المسكين من سكن 

والسكن هو ما يؤدي وظيفة ما ومتوقف عليها فقط 

ولا تعني انه توقف عن العمل 

فالمسكين هو من يسعى لتكوين امر ما ولكنه يحتاج لمن يساعده ويفيده 

أَمَّا ٱلسَّفِینَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَـٰكِینَ یَعۡمَلُونَ فِی ٱلۡبَحۡرِ

شخص غني ولديه شركات 

عندما نسمع انه خسر جزء من ماله في صفقة خاسرة نقول عنه مسكين 

وهو يمتلك ما يمتلك وربما يكون أغنى من الذي قال عنه ووصفه بالمسكين 

فكل من يحتاج الوصول لأمر وهدف ما ولكن تنقصه الموارد أو الإمكانات لبلوغ هدفه ويحتاج لمن يساعده ويعينه سماه القرءان مسكين وعلينا إطعامه ( تغذيته) ومد يد العون له لكي يبلغ هدفه 

وهنا يحدث التكافل والتكامل في المجتمع

فكل شخص لديه طاقة ويطيق الشيء عليه ان يخرج هذه الطاقة للخارج ليفيد بها من يحتاجها وكلٌ حسب مجاله 

فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ 

وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

هل الصيام ( حرمان نفسك من الاكل والشرب) هو خير من إطعام مسكين ؟!

هذا المفهوم يعتبر أنانية والله بريء من هذا المفهوم الخاطيء 

وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

يجب ان تعلموا ان الصيام ( التصميم على بلوغ الهدف لكي تكون من المتقين ) هو خير 

وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

هذه الآية لوحدها تنسف ان الصيام ( المعمول به ) ليس إلزامي كما صوروه لكم .

يتبع ...