خواطر يوم الجمعة 💡

‏مات أبي وترك خلفه 5 بنات و 4 اولاد وأمي 
كنا نعيش في بيت شعبي قديم 
 وحالنا اقل من المتوسط ، 
كان أبي يعمل في شركة وله حقوق نهاية خدمة ( مبلغ مالي) إستلمناه من صاحب الشركة + مبلغ تم التبرع به من قبل زملائه في العمل لنا كمساعدة وكتعاطف مع حالتنا بعد وفاة أبي بأيام ،

‏إنتهى العزاء، قال عمي سآخذ هذا المبلغ لكي أبني لأخي مسجد ينفعه في آخرته !

كنت من الذين رضوا بهذا الإقتراح بسبب العاطفة والحب تجاه فقدي لأبي ،

ولكن أمي إعترضت وقالت لنا إن هذا المال ينفعنا بسبب عدم وجود ما يسد حاجتنا ،

كان جواب عمي عليها
 أن المال مال أخيه 
‏وهو أحق به ولا احد ينازعه في ذلك 

أما انتم فإن الله لن يضيعكم وينساكم !

أتاني تساؤل حينها ، ألا يكون مال الميّت ملك للورثه وخرج من ذمة أبي؟ !!
سرعان ما طردت هذه الفكره الشيطانية!! 

ذهب المال وذهبت معه أحلام كثيرة ..

ماتت أمي بعده بسنة ، لم يكن لدينا مال لكي نبني لها مسجداً ينفعها في آخرتها ، كم هي مسكينة أمي !!

‏كنت كلما حصلت على القليل من المال اتصدق ببعضه لأمي ، أبي لا يحتاج مني ذلك فلديه مسجد يدر عليه الحسنات وهو في قبره ، 

سافر عمي هذه السنة للحج نيابة عن أبي ، أبي في حياته لم يحج بسبب إرتفاع تكاليف الحملات ، 

إتصل عمي من هناك وهو يبشرنا أن الحجة قد تمت وكتبت لأبينا ففرحنا كثيرا
‏أمي ايضاً لم تستطع الحج في حياتها للسبب ذاته ، وللسبب ذاته لم نستطع ان ندفع لأي شخص يحج عنها ، مسكينة أمي ، فمن لا مال له لا حسنات إضافية تأتيه وهو في قبره ،

هكذا هي ، كلما كان لديك مال ، كلما كانت فرصتك في النجاة أكبر !!


هذه الذكريات أتتني عندما عدت للمنزل بعدما كنت عند اقارب لي ماتت امهم وهم يتناقشون ماذا يفعلون بمدخراتها ومجوهراتها 
فأحدهم إقترح بناء مسجد او حفر بئر في افريقيا 
وأحدهم إقترح بأن يتبرعوا بكامل المدخرات للجنة خيرية وهي من تقوم بتوزيعه 

فقلت لهم ان المال اصبح لكم وخرج من ذمة امكم فلما لا تقاسموه او تسددون إيجار منزل اخيكم الصغير الذي دائما يتخلف عن السداد بسبب الحاجة ؟

ثاروا علي وقالوا بل المال مال أمّنا رحمها الله وهي اولى به 



‏عدت لعالمي على صوت زوجتي وهي تنادي ، صوتها قطع خلوتي وتفكيري وأعادني للواقع ، 

تقول أن جارتها أم محمد أتت من العمرة وأهدتها سجادة صلاة وقرآن 
ومسواك 

وتسألني لما لا نذهب للعمرة ؟
 
سألتني نفس السؤال في العام الماضي عندما اتت جارتنا ام محمد من تركيا 
لما لا نذهب لتركيا !!
‏آه من غيرة النساء !

إنه يوم الجمعة 
الرؤية غير واضحة في المنزل بسبب البخور 
التلفزيون على قناة مكة 
القرآن الذي اهدته ام محمد لزوجتي وجد له مكان على رف في الصالة

فهو بركة حتى ولو لم نفتحه ونقرأه!

طقوس يوم الجمعة تشعرني براحة نفسية ، كسر للروتين اليومي 

‏خطبة صلاة الجمعة كان عنوانها 
فتنة النساء وانهن ناقصات عقل ودين ولا يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة ، 
اظن ان الخطيب لا يعلم ان ملكة بريطانيا إلزابيث حكمت أكبر إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ! 

هو لم يغادر منطقته إطلاقا 
ولا يستخدم صناعات الكفار من راديو وتلفزيون فكل هذه بدع وفتن 
‏هو لا يستخدم سوى الميكروفون !

هو إنسان ورع وتقي ومحبوب بين الناس 
حاولت ان ادعوه يوما بعد صلاة الظهر لنخرج سوياً وأقوي علاقتي به 
 فتعذر لي وقال اخشى ان وقت صلاة العصر يطوفني فانا ملتزم بإمامة الناس كما تعلم ولا أحب الإبتعاد عن المسجد !

فكرت أن ادعوه بعد صلاة العشاء 
‏فتعذر انه ينام مبكراً حتى يستيقظ لصلاة الفجر !!
علمت حينها أنه لا يمكنك إقامة علاقة خارجية مع إمام مسجد ، فهو ملتزم بأوقات و لا يمكنه الإبتعاد عن المسجد بضع كيلومترات ! 

فكرت وقلت لنفسي هل كان النبي لا يبارح مسجده او يبتعد عنه !

ماهذا التفكير ! 
استغفر الله واتوب إليه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصيام - وعي 2🚩🚩🚩

صوم يوم عرفة 🚩

الصراط المستقيم 🚩🚩🚩(5)