للواعين فقط 💡
ماهو قديم لديك
جديد عند غيرك 💡
بماذا فكرّت ؟
البعض عندما يقرأ هذه الجملة حتما سيفكّر فيما يمتلكه من ماديات
لديه ملابس قديمة إن تبرع لها لفقير سيسعده ، فالفقير بالنسبة له هذه الملابس جديدة
لديك سيارة إشتريتها منذ سنوات وقررت ان تستبدلها بسيارة اخرى
من يشتري منك هذه السيارة تصبح جديدة بالنسبة له وهي قديمة بالنسبة لك لأنك إشتريت سيارة اخرى جديدة
البعض الآخر تفكيره مختلف عندما يقرأ هذه الجملة
لديه معلومات هو يعرفها
عندما يقولها لشخص يجهلها
فهذه المعلومات جديدة على مسمع هذا الشخص
هي قديمة بالنسبة لك ومعروفه
لكن من سمعها يسمعها لاول مرة فهي معلومة جديدة وبعد مدة ستصبح قديمة بالنسبة له
لديك صنعة او مهنة وتعرف خفاياها وكل شيء فيها
عندما تعلم إبنك هذه الصنعة او تعلم من يعمل لديك اسرار وطريقة هذه المهنة
أنت اعطيته قديمك وأصبح لديه شيء جديد يعمل به
لماذا إختلف التفكير مع ان الجملة وكلماتها واحدة ؟
هذا الامر يعود لوعي من قرأ هذه الجملة
الوعي يختلف من شخص لشخص
لذا لا يمكن ان تجد شخصين متفقين في وعي واحد ، لابد من التفاوت ولو كان ضئيلاَ
أنظر إلى تمثال أبو الهول مثلاً
بماذا تفكر ؟
قد تراه تحفة فنية وتغوص في الماضي بفكرك وتتخيل كيف إستطاع المصريون السابقون بناء هذا العمل الجميل
وقد ينظر له شخص آخر
ويراه صنم وكيف لا يتم نسفه وهدمه كي لا يُعبد من دون الله
تمثال أبو الهول هو ذاته لم يتغيّر
لكن كل شخص يراه حسب وعيه
كلما إرتقى الوعي كلما رأى الاشياء اكثر وضوح ودقه
وهذا الأمر ينطبق إنطباق تام على كتاب الله
الآيات هي ذاتها التي يقرأها من ليس لديه مؤهل علمي ومن لديه مؤهل علمي
الآيات هي ذاتها لا تتغير
يقرأها الطفل والشاب والشيخ
والجاهل والمتعلم
وكل شخص يرى الآيات ويفهمها حسب وعيه
لذا من الخطأ ان تجبر الناس على مفهوم واحد لمعنى الآيات
الله لا يريد ذلك
﴿فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن یُقۡضَىٰۤ إِلَیۡكَ وَحۡیُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِی عِلۡمࣰا﴾
فكلما زاد علمك تغيّر مفهوم الآيات التي كنت تقرأها
كلما زاد علمك زاد وعيك واتسع
لذا قد تراني افهم آية او كلمة الآن حسب وعيي الآن
وبعد مدة افهمها بشكل مختلف
هذا لا يضر
المهم ان يكون الفهم يصب في مراد الله
القرءان هو مرآة لوعي من يقرأ
هو يعطيك حسب وعيك
وكلما غصت فيه اكثر
تستخرج منه كنوز اكثر
اما إن كنت على السطح فلن يعطيك اكثر مما تستحق .
﴿وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا﴾ [نوح ١٤]
﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰۖ وَلَا یَزَالُونَ مُخۡتَلِفِینَ﴾ [هود ١١٨]
تعليقات
إرسال تعليق